ندوة وطنية حول علم النفس و المجتمع و التنمية بكلية الاداب بالرباط 17 نونبر 2018
وقد قدم الخبراء الباحتين عروضا قيمة ناقش من خلالها
آفاق علم النفس المعاصرباعتبار أن السيكولوجيا التي نتداولها في الوطن العربي قد تقادمت وشاخت، وربما أفلست من حيث مصادرها ومرجعياتها وتصوراتها إلى الحد الذي أصبح معه الأمر يتطلب تغيير المسعى لصياغتها على أسس جديدة تتماشى ومستجدات السيكولوجيا المعاصرة وخاصة في أبعادها المعرفية، كاتجاه جديد في علم النفس في أوائل الستينيات من القرن العشرين، غير بصورة جذرية طريقة تصور النفس الإنسانية وأسلوب دراستها، انطلاقا من براديجمها المعرفي الذي يعتبر الذهن كنوع من البرمجة المعلوماتية المستعملة للرموز المجردة.
السيكولوجيا و التنمية هو التوجه الى ثاني ثورة علمية بارزة في علم النفس بعد الثورة السلوكية في العشرينيات من القرن العشرين، والتي شكلت ميدانا خالصا من العلم الطبيعي هدف إلى بناء علم للسلوك قوامه مقاربة الأداءات الخارجية والظواهر الفيزيولوجية القابلة للملاحظة والتجريب والقياس.
مع الثورة الثانية (الثورة المعرفية) التي تحدد موضوعها في الأحداث والوقائع التي تحدث في رأس الكائن البشري، أصبح علم النفس علما للذهن والكيفية التي يعالج بها المعلومات واكتساب المعارف وتخزينها واسترجاعها واستعمالها. أما منهجها، فهو المنهج التجريبي الذي عرف على امتداد قرن من الزمان تعديلات وتطويرات على إجراءاته وتقنياته، حتى أصبح بخاصياته المعروفة: توحيد المسعى المنهجي العام عوض التمييز بين مناهج تتعدد بتعدد ميادين علم النفس؛ أي تبني التجريب الذي من شأنه توحيد ميادين علم النفس؛ واعتماد النماذج والنظريات الصغرى في نمذجة الأنشطة النفسية، وإغناء الأدوات الكلاسيكية بتقنيات جديدة، مثل اختبارات التشخيص المعرفي والتقييس المعرفي وبرامج المساعدة المعرفية واستعمال البرامج المعلوماتية.
وكل هذا بهدف بيان الكيفية التي يشتغل بها الذهن، وتتكون بها الأفكار والتمثلات عن الواقع، ويفعل الإنسان ليفكر ويقرر ويحل المشاكل. وحسب الباحث ذاته يشكل النموذج الحاسوبي التمثيليModèle compta Représentationnel النموذج الأكثر تداولا وملاءمة للكشف عن الاستراتيجيات الذهنية المستعملة في الحياة اليومية، ووضع اليد على الهندسة المركبة للاشتغال الكلي للذهن في مستوياته العصبية والتفكيرية والمقاصدية.
