حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا خصص بياناً شـــدد فيه اللهجة ليُهـــــاجم المملكة المغربية، ويجدد تأيـــــيده لجبهة البوليســــاريو الانفصـــــالية في الوقت الذي ظهــــــــــرت فيه مؤشــــــــرات الانعطافات الإيجابية العديــــــــــدة والاقتراب من طي صفحة التراشق السياسي والديبلومـــــــسي صفحة العــــداء بين الطرفين , رغم الكفاح والنضال الذي يجمع بين الدولتين الريـــــــــاديتين في القارة الإفريقية ,رغم بعدهما من أقصى الشمال إلى أقصى جنـــــوب القارة السمراء .
لم تعد تستسيغ جـــــنوب افريقيا تحركات المملكة المغربية من داخل الاتحاد الافريقي وخارجه كقوة اقليمية تحسب لها كل الحسابات, وايضا الأتقـــاف المبدئي لانضمام المغرب للسيديــاو, والضربة القاضية التي عصفت باحلام ANC و FLN الجزائر و البوليزريو في تقرير المصير المزعوم بتبني مجلس الشيوخ مبدا تقديم المساعدات الامريكية لتنمية جميع تراب المملكة بما فيها المنـــاطق الجنوبية, او حتى على مستوى جمع قــــادة النضال والكفاح الإفريقي وان تحث مناظرة وطنية او حتي على سبيل استحضار المحطات النضالية التاريخية للقارة . كذلك استشاطت جنوب إفريقيا غضبا عند حضور شخصيات وطنية ودولية وازنة ومشهود لها في الكفاح والتاريخ الثقافي بمشاركة وفد جنوب افريقي وعلى رأسهم ملك – الزولو- كرمز من رموز الهيبة والــدولة بجنوب افريقـــيا في الحدث الدولي – كرونز مانــــتانا .
هجـوم أتى بعد فشل كل المســـاعي ومناورات الجزائر والبوليســـاريو لابعاد المنـاطق الجنوبية من اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الاوروبي الذي سيوقع في الأيــام القـــادمة.
هجوم تجاوز كل حدود السيادة واللــياقة الدبلوماسية وسيادة الــدولة المغربية الذي دعا من خلال بيانه إلى كف المغرب عن تنظيم مثل هكذا لقاءات ومنتديات دولية محرجة لبعض قادة حزب المِؤتـــمر الوطــــني الإفـــريقي الذين بدأت تعصف بهم الســـياسة داخل هـــذا البلد الافريقي , لدرجة أن العداء تجاوز حدوده مع إعلانهم صراحة جمع المســاعدات و تكثيف حملات التضامن مع الصحراء وتنظيم مسيرات وعقد ندوات حول ملف نــزاع الصحراء ولكن أحسن رد على جنوب افريقـــيا هو ما قدمه الشاعر الكبير محمد الحلوي في قصـــــيدته الرائعة :
موعــد مع الصحــــراء
يا رمــال العطــاش في الصحــــراء أنت ظمأى للمـــاء أم للدمـــــاء
يا عروسا بلا ورود وكل الـــــــــــــــــكـون منهــا معطـر الأرجـــــــــاء
الرمال العفــراء في واحك الخـــــــــــــضر و حمر الجمـال في الرمـداء
خــبريه أن حمـــائم في السلم اســـــــــــــود في حومة الهيجــــــــــــاء
فكفاهم ما استعبدوك وما ســــــــــــــــــــاموك حبـا في تربـك المعطـاء
نريد حقيقة معرفة ماذا أعدت وخطـطت له الحكومة والدبلوماسيــــات المتعددة التوجهات والمشــــارب الســـياسية والمدنية من خارطة طريق واضحة لمواجهة زمرة زوما الفــــاسد بشهـــادة التقارير الـــدولية ؟
هل سيستطيع المغرب حـــل لغز العــداء الكبير لجنوب افريقيا ضد المملكة المغربية بالرغم من بعدهما الكبير؟
هل سيستطيع الإعلام الدبلوماسي المغربي استغلال نقط ضعف الموتمر الوطني الافريقي داخل القارة وخارجها وتبني سياسة هجومية رادعة من داخل الاتحاد الافــــريقي ؟