التغــول المــــاسوني بالقـــــارة السمراء بقلم العسالي احمد إعلامي رئيس التحرير

الماسونية تعقد مؤتمرها هذا الشهر- نوفمبر- بالقـــارة السمــــراء وبالضبط بدولة السينغـــال الذي تربطة عـــلاقة روحية كبيرة وعمـــيقة الجـــذور بالمغرب ,فهل وعت بأصل مشــاكلها ؟ وماهو جوهر الحروب والصراعات التي تتربص بها وزعزعت كياناتها, رغم وجود مفوضية الســـلم والأمــن الذي ضمن المغرب مقعده بهـــــا هذه السنة ؟

في حقيقة الأمر,وكما يشهد تاريخ إفريقيا المعـــــــاصر على الحروب المدمرة والجنـــوسيد Gynocide الخطير الذي وضع القـــارة في كفة عفريت إلى الآن . هناك ايدي خفية تمارس او تفرض قوانين لعبتها داخل القارة السمراء . فما هي هذه الأيدي الشيطــانية ؟

هل هناك مـاسونيين ومـاسونيات مغــــاربة؟

وهل الماسونية مست وتمس المغرب والمغاربة ؟

إنها المــاسونية وبكل بســاطة :

لقد مرت قرونٍ وتمر عقود و سنوات من النشاط المـاسونية في أفريقيا ولم تبعد حاكمة العـــالم الخفية أنيـابها عن القارة الإفريقية إلى الآن، ولم تنفـك يوما تعمل لإثبات وجودها في الدول الأفريقية، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، واستطاعت أكتساب كل الولاء من عدد من الرؤساء الأفارقة، بيما استجاب لها العديد من المسؤولين الكبار في أعلى سلم المسؤولية في الدول الأفريقية.

فالحركة الماسونية ومنذ القديم إلى العصور الوسطى,تم ربطها ببعض تقاليد الكنيسة الكاتدرائية الرومية وطقوس الأهرامات المصرية، إلا التاريخ لا يحفظ معلومات دقيقة حول هذه الحقبة بالذات، بل هناك صعوبة كبيرة للوصول إلى معلوماتٍ عن جوهر وطبيعة تلك النشاطات التي تنسب لقوتها الخفية أو الحركة الماسونية هذه الحركة الباطنية عبر التاريخ.

وبعد مرور قرون عديدة ظهرت الماسونية المعاصرة في القرن الثامن عشر بلندن بشعارات (الحرية – التضامن – المساواة) ,اكتسبت معها تأييداً واسعــــاً من النخب المثقفة وعبرها تسربت وانتشرت العواصم الأوربية، وتجاوزتها إلى أمريكاحيث ازداد نشاطها وقوتها إلى أن وصلت شرارتها إلى بقية دول العالم بمخططات خطيرة ينفذها معتنقوها بشكل تسلسلي هـــرمي دقيق وخفي.

وقد استشعر بعض المنتمين لها هذا الخطر فانشقـــوا عنها، وبدأوا ينشرون بعضا من تلك المخططات التي هدفها الأساسي “تدمير كافة الحكومات والاديـــان” كما عبر عنه “روبنسون” في كتاب له نشره سنة 1798، أسماه “البرهان علي وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان” كي ينبه الحكومات الأخرى إلي خطـــر النورانيين: الماسونيين.

بأفريقيا بدأت مع الاستعمار الغربي حيث تم تبادل الأدوار بين المستعمرين والماسونيين ,لان الماسونية تفضل وبشكل كبير كل أنشطتها في الخفاء ,حيث من الصعب تحديد بداية نشاطاتها في أفريقيا او نهايته او كيف تم فعله، إلا أنه يمكن ضبط بداية الجذور التاريخية لهذا الظهور بالجهود التي بذلها المحفل الكبير الفرنسي Grande Loge de France في المستعمرات الفرنسية لتمكين الماسونية في القارة، واستطاع المحفل أن ينشئ أول ورشة له في أفريقيا في “سين لويس” العاصمة الأولى للسنغال وعاصمة المستعمرات الفرنسية ,واستمرت الماسونية في التوسع في أفريقيا بإشراف مباشر لمحفلين فرنسيين وخاصة المحفل الاسكتلندي أكبر المحافل الماسونية واكثرها تشددا في العالم.

منذ ذلك التاريخ أصبح دور الماسونية ه مباشر في أفريقيا، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء.

وبعد الاستقلال توزعت هذه المحافل المـــاسونية على الشكل التالي :

° خمسون 50 منها في الشمال الأفريقي،

° اربعـــة 4 منها في أفريقيا جنوب الصحراء ،

° اثنـــان 2 منها في السنغــال،

° واحـــد 1 في الكــــونغو،

° واحــد 1 في جيبــــوتي ،

فأثناء الاستعمار وظف المستعمرون الماسونية لتبرير استعمارهم واستغلالهم الجنس الأسود والاتجار كما استغلت الماسونية الاستعمار أيضا لتوسيع نفوذها في القارة، بعدما ضمت في صفها صفوة النخبة الإفريقية من المثقفين والسياسيين والعسكريين والإداريين…الخ

وتمت ترجمة التعاون البيني المُحكم بين الاستعمار والماسونية بعد نهاية الحقبة الاستعمارية مع اكتساب عطف نخب متعددة – النخبةَ الإفريقية – التي تقلدت مقالد الحكم في أفريقيا بعد الاستقلال والى الان تضمر نخب مغاربية وافريقية هذا الانتماء والتعاطف دون ان تفصح عنه ال انه بافريقيا لم يخف بعض رؤساء الدول الأفريقية انتماءهم الصريح إلى الماسونية وخدمة أجندتها الى الان، فيما بقي الآخرون في شبهة الانتماء والولاء، والنتيجة تكاد تكون واحدة ومحتومة، وهي تحكم الماسونية في القادة الأفارقة والتأثير فيهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بل قدرتها على تحديد المسارات السياسية لبعض الدول بشكل أو بآخر، ناهيك عن التربص المستمر بالمجتمعات الأفريقية وعدم تفويت أي فرصةٍ متاحة لهدم الدين وتمييع الأخلاق للوصول إلى جمهوريات لادينية كما يعلنونها في بعض مخططاتهم.

إفريقيا الماسونية الاختراق والتـــــــأثير

استطاعت الماسونية أن تخترق المجتمعات الإفريقية في كل : الجوانب الديني والسياسي والاجتماعي، والاقتصادي, حيث ساعدتها على ذلك عوامل ترجع إلى بنية المجتمع الديني والسياسي والاجتماعي لأفريقيا.

– الاسلام والمسيحية والوثنية المختلطة بالطقوس والعادات التقليدية، وقل أن تتواجد أديان أخرى في الدول الإفريقية ،

– التعددية الدينية هذه سهلت للماسونية مهمة اختراق المجتمع الإفريقي وترويج المذاهب الإلحادية (Athéisme) والعدمية (Nihilisme) , وهما حجرا الزاوية للماسونية في تدمير الدين.

أما سياسيا, فالماسوني تدعي أنه لا دخل له في السياسة، إلا أن الواقع خلافٌ ذلك بحيث لا يمكن فصل الحركة الماسونية في أفريقيا عن الإرث الاستعماري مع سانت لوي Saint-Jacques des Vrais Amis rassemblés بدولة السنغال حيث اجتمع كبار الموظفين والعسكريين وجل رجال الأعمال الأفارقة .

استمر النفوذ السياسي للماسونية بعد الاستقلال وبدأ تورطهاً بشكل واضح في التسيير والتدبير السياسي في القارة، ولها في ذلك سجل مظلم في الأحداث التي جرت بين الدول الوسط وبدأ الأفريقي تحديدا في الكونغو وأنغولا والغابون وأفريقيا الوسطى، ففي أنغولا تذكر بعض الوثائق دور هذا المحفل في عمليات التسليح التي كان يقوم بها اللوبي الماسوني الفرنسي وفي حرب أنغولا عام1975م. جرائم الرشوة مع شركات الطاقة الفرنسية والإيطالية خلال الأزمة السياسة الكونغولية والنزاع المسلح بدولة الكونغو.

فمحفل الشرق الكبير عام 2014 جاء فيه توزيع القارة السمراء، وشمل دول الشمال والوسط والغرب الأفريقي. وهكذا فلا يخفى على كل باحث في حقيقية وتحرك الماسونية في أفريقيا هو تخفيها وراء أسماء منظمات وجمعيات وهمية لمزاولة أنشطتها الفكرية والسياسية والتغلغل في مفاصل السلطة، عبر زعماء وقادة و مؤولين كبار وشخصيات ساعدتها الحركة في الوصول إلى مناصب رفيعة لإبقائها في خدمتها.

وعلى المستوى الاجتماعي ,فالقـوانين مثل الإجهـاض والقتــل الرحيــم والزواج المثلي , كلها تناقش في المحافل قبل التصويت عليها من قبل النواب ما يدل على تدخلها في كل ما هو حساس كالأخلاق والمجتمع والأسرة بقصد تشجيع الانحلال الخلقي بدعوى التحرر أو حقوق الإنسان.

أما السؤال الأهم وأمــام إفريقيا 2018 الى 2063 تحديــات تنموية كبيرة وصعبة هوكيف ستستطيع الدول الإفريقية وئـد سوسة نخرتهـا قرون ويثــر سرطـان استشرى وحد من منـاعتها سيـاسيا,اقتصاديا ,اجتماعيا ,ثقــافيا أوحتى أخـلاقيا ؟

العسالي احمد
إعلامي رئيس التحرير

عن arabpress

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *