عيدودي عبد النبي*رمضان شهر يشغل الفضاء العام بشكل مطلق .. شهر يعيد للبشرية آدميتها  و يصلها بربها بشكل أكثر عمقا وروحانية…*

  رمضان شهر الأمة الإسلامية بمختلف أجناسها و أعراقها .. عرب و عجم .. أمازيغ و ترك ..فرس وهنود حمر .. و صين و هند .. شهر الأمة الإسلامية بمختلف ألسنها و ألوانها .. شهر القرآن الكريم .. و شهر الرحمة و الغفران.. شهر العتق من النيران و الفوز بالجنان.. شهر الفتح العظيم ..و شهر النصر المبين.

-رمضان شهر الأمة الإسلامية التي تستوعب كل الأعراق و الأجناس .. فالإسلام ليس لجنس بعينه و لا حكر على لسان بحاله .. بل هو لناس جميعا مصداقا لقوله عز وجل :(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) و رمضان رحمة للعالمين .. ها نحن نشاهد مقاطع الفيديوهات كيف تهتز بها كل بقاع  العالم من أقصاه إلى أقصاه.. و من أعلاه إلى أدناه ..
في كل المدن و الدول .. أذان يرفع بحلول وقت المغرب فتجتمع كل الأعراق والأجناس على مائدة  الإفطار و تقوم للصلاة صفا صفا بكل الأرجاء .. تسعى الى توحيد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد .. حبا وطواعية .. (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)

– هذه السنة نسجل ملاحظات جد مهمة و بشائر ودلائل على أن شهر رمضان هو شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار.. و شهر الفتح و النصر  أيضا .. فلاحظ معي كم من مقطع فيديو وصلك يوثق لوجبة افطار بدولة أوروبية أو بمدينة أمريكيا أو اسيوية او افريقيا .. زخم كبير من الصور و المقالات و الفيديوهات توثق لاستقبال شهر رمضان الكريم .. فتح بلا سيف .. و نصر بلا جيش .. الناس تدخل في دين الله أفواجا  مصداقا لقوله عز وجل :(فإذا جاء نصر الله و الفتح  و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا سبح بحمد ربك  و استغفره إنه كان ثوابا)

– هذه الأفواج التي تدخل كل دقيقة و ثانية بالعشرات و كل شهر بالألاف المؤلفة .. أصبحت ترعب الغرب .. ولاحظ معي أن فرنسا رفضت استقبال البعثة المغربية الرمضانية التي كانت تستقبلها بشكل عادي كل رمضان .. ها هي أول مرة ترفض .. لماذا؟ فما سقناه لكم هو السبب .. و إذا ظهر السبب بطل العجب .. لكننا لا نتعجب لأننا نؤمن بقوله عز وجل ( يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )

– واثقون  أنتم و معتقدون و جازمون  و أنا معكم أشد إعتقادا بأن رمضان جيش بلا سيوف .. و رمضان شهر الفتح و النصر .. لأنه شهر يغير نمط الحياة بشكل كلي عما اعتدنا عليه طيلة 11 شهرا .. شهر يقوي الوازع الديني و التضامني بين المسلمين .. شهر يشد انتباه باقي الأقطار بمختلف ألوانها و أديانها ..  فيجعلها تقارن و تسائل نفسها من جديد حول صدقية معتقداتها ..
رمضان شهر يشغل الفضاء العام بشكل مطلق .. شهر يعيد للبشرية آدميتها  و يصلها بربها بشكل أكثر عمقا وروحانية.. حين يربطها بالقرآن الكريم .. الذي أنزل في ليلة مباركة ، ليلة القدر .. و هي خير من ألف شهر أي خيرها يفوق خير 83 سنة من العبادة مصداقا لقوله عز وجل :(ليلة القدر خير من ألف شهر)..

– شهر رمضان هو جيش بلا سلاح .. يحمل المحبة والتضامن بدل السيوف و المجانيق.. شهر رمضان الكريم هو فتح  للقلوب و نور للأبصار و شفاء للأبدان .. صوموا تصحوا الصوم جنة .. شهر رمضان جيش بلا سلاح .. شهر رمضان شهر  أمن و سلام للبشرية جمعاء ..( فليعبدوا رب هدا البيت الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) صدق الله العظيم

 
بقلم عيدودي عبد النبي

عن arabpress

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *