دعا الشيخ سعد بن علي الشهراني، الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين، رجال الدين إلى إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قصد محاربة التجنيد الإلكتروني الذي بات الوسيلة الأنجع لغسل أدمغة الشباب.
وعلى هامش مشاركته في مؤتمر دولي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط حول “تفكيك خطاب التطرف”، تحت الرعاية الملكية السامية، قال رئيس الهيئة العالمية للعلماء المسلمين المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي،ان الشيخ سعد بن علي الشهراني، الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين،إنه سيوقيع اتفاقية مع “رابطة العبادي من أجل إنتاج خُطط مدروسة تخدم الجيل الجديد من الشباب الذين سرقتهم منا داعش عبر منصات التواصل الاجتماعي”.
وأشار الشيخ السعودي، في تصريحه، إلى أن “هذا التجنيد الإلكتروني يقوم على أساس أجندات عالمية لا ترتبط فقط بأشخاص أو تنظيمات إرهابية، بل ترتبط بدول تعمد إلى غسل أدمغة الشباب”.
ولمواجهة هذا المد الجارف، يقترح الدكتور سعد بن علي الشهراني إنشاء برامج موجهة إلى الشباب انطلاقاً من وسائل التواصل الاجتماعي وليس الاقتصار فقط على الدور الذي تقوم به المساجد في الوعظ والإرشاد، وتابع بأن “الهيئة العالمية للعلماء المسلمين تُنجز برامج في هذا الصدد يتكلف بإبلاغ رسائلها شباب وليس بالضرورة رجال الدين أو أصحاب العمامة الذين قد يُشكلون حاجزاً أو حرجاً لدى الكثيرين من الفئات المستهدفة”.
وأورد المتحدث أن علماء الدين مطالبون اليوم بإنشاء حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فايسبوك” لمحاصرة الإرهاب الإلكتروني، مشيرا إلى “ضرورة القيام بدورات تدريبية لهؤلاء العلماء لشرح كيفية استخدام هذه الوسائط كوسائل للبناء وليس كوسائل للهدم والدمار”.
الشيخ السعودي الذي أشرف على تأطير عدد من العائدين من بؤر التوتر والنزاع، قال إنه التقى شابا في مطار إحدى الدول كان متجهاً إلى القتال في سوريا مع “داعش”، وعندما سأله هل التقى بعلماء هذا التنظيم أو أحد أعضائه قبل قرار التحاقه، أجابه بأنه لم يلتق بهم إلا عبر “فايسبوك”.
وزاد الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين أن “الشاب الذي يدرس مادة الرياضيات بالجامعة أخبره بأنه أمضى ثلاثة أشهر من المحادثات مع قيادات تنظيم داعش، وأرسلوا له خلال هذه الفترة فيديوهات تحفيزية وصورا من أرض المعركة تناشده الالتحاق قصد التمتع بالحور العين والسعادة الحقيقية”.
كما استعرض الشيخ السعودي أرقاما تؤكد إغلاق إدارة “تويتر” حسابات أزيد من 120 ألف مقاتل، مشددا على أن هناك خطرا حقيقيا يتهدد الجيل الجديد من الشباب عبر التجنيد الإلكتروني.
يُشار إلى أن المؤتمر الدولي المنظم من قبل الرابطة المحمدية، بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، انصب اهتمامه حول “تفكيك شبهات المتطرفين وتفنيدها، وبيان دور العلماء في مواجهة التطرف وتفكيكه، وبيان إستراتيجية التحصين والوقاية من التطرف، وتقويم وسائل مقاومة التطرف العقلية والعلمية والإعلامية”